الثلاثاء، 26 يناير 2010

التسميد النيتروجيني الأمثل لمحصول البطاطا في الضفة الغربية- فلسطين

اجريت التجربة في محافظة طوباس في حقل في منطقة وادي الفارعة وهذه المنطقة تعتبر تحت الري وغنية بالمياه الجوفية (حوض الفارعة). تم اختبار محصول البطاطا لأنه يعتبر الأكثر أهمية وشيوعا في الزراعات المروية في المنطقة واستخدم الصنف سبونتا. اجريت تجربتان. ألاولى لاختيار نوع السماد النيتروجيني الأمثل لاعطاء انتاج ونوعية افضل والثانية لتحديد كمية السماد النيتروجيني التي تعطي انتاج امثل. تبين من الدراسة ان نوعية وكمية السماد النيتروجيني تؤثر على الانتاج والنوعية للدرنات. ازداد الوزن الخضري الجاف لمحصول البطاطا زيادة معنوية باستخدام السماد النيتروجيني. اضافة الى ذلك تبين نتائج البحث ان خلط الاسمدة النيتروجينية (سلفات الامونيوم مع اليوريا) وكذلك اضافة السماد العضوي الحامضي الى كل من سلفات الامونيوم واليوريا ادى الى زيادة في الانتاج عن استخدام السمادين منفردين كذلك فإن زيادة كمية السماد النيتروجيني ادت الى زيادة في عدد وحجم الدرنات وكذلك صلابة وكثافة الدرنات. وجد من خلال تحليل نتائج البحث ان هناك علاقة تربيعية معنوية بين كمية الانتاج من الدرنات وكمية السماد النيتروجيني المضاف على شكل سلفات الامونيوم. ومن خلال استخدام هذه المعادلة فإن اعلى كمية انتاج للبطاطا (4016كغم/دونم) يمكن الحصول عليها عند استخدام 35كغم نيتروجين صافي /دونم من سماد سلفات الامونيوم. في نهاية التجربة وجد ان كمية النترات في منطقة الجذور زادت عند استخدام كميات سماد نيتروجيني اكثر من 20كغم نيتروجين/دونم. كذلك وجد ان استخدام الحامض العضوي مع سماد سلفات الامونيوم حافظ على تركيز النترات في التربة قريبا من الجذور وتبين كذلك أن غسيل الاملاح كان محدودا.
النص الكامل
http://www.najah.edu/index.php?page=2149&l=ar&extra=%26id%3D245

إعلام: التطويق الصهيوني للرأي العام الأمريكي

منذ عام 1967 ، وهناك اهتمام متزايد من قبل الباحثين العرب المهتمين بشؤون القضية الفلسطينية بدور الدعاية الصهيونية في العالم, وبالذات في الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الأول لإسرائيل في العالم, وكذا بدراسة الدعاية العربية, ودور الرأي العام الدولي, ودون المبالغة في تقدير أهمية دور الدعاية أو الإعلام الخارجي بالنسبة لتحديد مسار ونتيجة أي صراع دولي بين طرفين أو أكثر, فإن من المسلم به, أن لهما دوراً هاماً من حيث إعداد الرأي العام الخارجي, لتقبل السلوك السياسي لأحد أطراف.

فالحركة الصهيونية تعتبر من أوضح الأمثلة الناجحه للقوى الضاغطة وقدرتها على كسب التأييد الرسمي للقضية التي تدافع عنها, والعطف الشعبي على مطالبها, وإن أمثلة قليلة من تاريخ الحركة الصهيونية في أمريكا, لتوضح ذلك جيدا. ففي نهاية الثلاثينات, نجحت الحركة الصهيونية, في إقناع الرأي العام الأمريكي, بضرورة استمرار الهجرة اليهودية إلى فلسطين ولذلك، فعندما أصدرت إنجلترا الكتاب الأبيض الذي حد من الهجرة ونظمها، استطاعت الحركة الصهيوينة تحريك الرأي العام لصالحها، ولممارسة ضغط على الحكومة، للتدخل لدى الحكومة الإنجليزية لتغيير موقفها.

والدراسة التي أرجو أن يكون هذا البحث مقدمة لها, ليست سرداً لوقائع التحرك الصهيوني وأحداثه, وليست حصراً لمظاهره, ولكن هدفها تحليل الدعاية الصهيونية, مادتها البشرية والاجتماعية, ومنهجها في العمل, ومضمونها وفحواها, وطبيعة الأسلحة والأساليب التي تمارسها في تحركها.

إن كاتب هذه الدراسة, يفترض أن النفوذ الذي تتمتع به إسرائيل, والحركة الصهيونية في أمريكا, ليس نتيجة لمعجزة سماوية, أو عمل " فهلوي", بل هو خلاصة ثلاثة عوامل محددة: أولها, تحليل علمي لواقع المجتمع الأمريكي, ونقاط قوته وضعفه, ومعرفة دقيقة للقوى المؤيدة, والمعارضة, والمحايدة, ثم رسم سياسة إعلامية ودعائية, على أساسها للتأثير على هذا المجتمع.

وثانيهما تنظيم دقيق, قوامه الجالية اليهودية, يتغلغل في سائر مجالات المجتمع. وثالثهما المال الذي يمكن هذا التنظيم من الحركة والنشاط. وتبقى بعد ذلك المصالح والمزايا الاستراتيجية العسكرية التي توفرها دولة إسرائيل للولايات المتحدة. ولكن هذا يخرج عن نطاق هذه الدراسة.

أولاً: مادة الدعاية

المادة البشرية للدعاية الصهيونية في أمريكا, هي الأقلية اليهودية المنظمة, والثرية , والملتزمة سياسياً بالدفاع عن إسرائيل والصهيونية. وهذا الوضع يتيح للدعاية الصهيونية ميزة واضحة, فقضية إسرائيل لا يدافع عنها بوساطة أجانب (إسرائيليين), بل أساساً عن طريق مواطنين أمريكيين يهود, يتمتعون بكافة حقوق المواطن الأمريكي, ويعرفون لغته وثقافته, ويعرضون له القضية في إطار قيمه ومفاهيمه وسلوكه, باعتبارها قضية تمس أحد قطاعات المجتمع الأمريكي (أي الأقلية اليهودية). اليهودية الأمريكية، من أجل الصهيونية الدينية, حركة العمل الصهيوني, عصبة الصهيونيين التقدميين, حزب العمل الصهيوني المتحد, جمعية الإصلاح الصهيوني المتحد في أمريكا, والمنظمة الصهيونية) ومثل المجلس القومي الاستشاري لعلاقات الجالية ومثل مجلس الرؤساء. وهذه هيئة استشارية غير دائمة, تضم رؤساء الجمعيات والمنظمات اليهودية الكبرى, وتجتمع من وقت لآخر لمناقشة المشاكل الكبرى التي تواجه الجالية اليهودية وإسرائيل, وأخيراً مثل الوكالة اليهودية التي تقوم في الحقيقة بالدور الأساسي في عملية التنسيق والتمويل.

وكما كشف التحقيق الذي قامت به لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ الأمريكي برئاسة السناتور وليم فولبرايت عام 1962 عن نشاط كل الهيئات غير الدبلوماسية الممثلة لحكومات أجنبية ومن بينها النشاط الصهيوني، فإن الوكالة اليهودية هي أكبر مستلم للأموال المعفاة من الضرائب التي تجمع في أمريكا بوساطة النداء اليهودي المتحد
United Jewish Appeal وأنها مسجلة في وزارة العدل الأمريكية, باعتبارها مؤسسة أجنبية خاضعة لقانون تسجيل الهيئات الأجنبية الصادر في عام 1938.

لقد كشف التحقيق أنه في السنوات السبع 1955-1962 فإن 5.100.000 دولار قد استخدمت للتأثير على صانعي السياسة الأمريكية وعلى الصحف والإذاعة والتلفزيون, وعلى معاهد دراسات الشرق الأوسط في الجامعات الأمريكية, وعلى تأسيس واجهات مسيحية مزيفة, مثل "الجمعية الأمريكية المسيحية لتأييد إسرائيل" كما قامت الوكالة، من خلال مؤسسة الثقافة العبرية، بتقديم مساعدات مالية إلى عديد من الجامعات الأمريكية، وكشف التحقيق أن وكالة التلغراف اليهودية Jewish Telegraphy Agency وهي وكالة الأنباء التي تعتمد عليها العشرات من الصحف والمجلات اليهودية في أمريكا، تملكها الوكالة اليهودية وأن مجلة تقرير الشرق الأدنى التي يصدرها كينين Kenen تتلقى تمويلها من نفس المصدر وأنها تسلمت في عام 1960-1961 مبلغ 28 ألف دولارا كما أن مجلس شؤون الشرق الأوسط والمجلة التي يصدرها باسم شؤون الشرق الأوسط، ويحررها الأستاذ اليهودي بنجامين سفارداين، تسلم أيضاً مبلغ 69.450 دولاراً في الفترة 1958-1962.

ومن أهم ما تضمنه التحقيق أيضاً, العلاقة بين الوكالة اليهودية والمجلس الصهيوني الأمريكي, الذي أنشئ في عام 1929 كمنظمة معافاة من الضرائب, وكذلك الوثيقة الرسمية التي تقدم بها المجلس, كملخص لنشاطه, وفيها يكشف المجلس أنه يقوم بمتابعة دقيقة لكافة أجهزة الإعلام, ويتولى الرد على كل ما يتفق مع وجهة النظر الصهيونية, كما يقوم بتحديد أسماء أعداء الحركة الصهيونية. ويتابع أنشطتهم ويتضمن المجلس قسماً للمحاضرات نظم في سنة واحدة 2240 محاضرة, وقسماً للأبحاث, من مهمته توجيه الفروع المحلية للحركة الصهيونية لكيفية الرد على أية كتب أو مقالات تعارض الصهيونية.

وهناك أيضاً لجنة خاصة للإذاعة والتلفزيون, مهمتها عرض وجهة النظر الصهيونية في أكبر عدد من البرامج والتعليقات السياسية. كما يقوم المجلس بتمويل رحلات إلى إسرائيل, وإغراء وجذب العناصر التي ليس لها التزام صهيوني, أو فهم واضح للمشكلة. إن أهمية هذا التقرير, والمعلومات الواردة به, تنبع من أنه وثيقة رسمية للحكومة الأمريكية, لا يمكن وصفها بالتحيز لوجهة النظر العربية وأن المعلومات التي أوردتها, تعتمد على الذكريات، الشفهية والكتابية، التي تقدم بها ممثلو الحركة الصهيونية إلى لجنة التحقيق, ورغم أن هذا التقرير قد كتب منذ عشرة سنوات, إلا أنه يميط اللثام عن أساليب الدعاية الصهيونية. ويمكن القول أن الحركة الصهيونية ما زالت تستخدم – أساساً – نفس الأساليب تحت أسماء جديدة, وفي ظل منظمات جديدة. ففي عام 1969 مثلاً, سافر تشارلز جوديل السناتور عن ولاية نيويورك في ذلك الوقت, إلى إسرائيل في رحلة "تقصى حقائق", على نفقة الهسدروت وفي عام 1970 وحدة, سافر ما يقرب من 1200 صحفي أمريكي لزيارة إسرائيل, وبعض هؤلاء من مراسلي الصحف الكبرى ومن ذلك, على وجه التحديد, أن الحكوة الصهيونية مولت، جزئياً، رحلة مستر رفنج شبيجل مراسل صحيفة النيويوك تايمز إلى إسرائيل. وفي نفس العام, مورس ضغط صهيوني عنيف على معهد أبحاث بمدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا, الذي كان قد أعد مشروعاً لدراسة تأثير السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل على المصلحة القومية الأمريكية, وأرسل ما يقرب من 14 ألف استمارة إبداء رأي إلى مجموعة منتقاة من القادة السياسيين, وغيرهم من الشخصيات الاجتماعية والسياسية البارزة. وكانت نتيجة الضغط, إلغاء المشروع.

ثانياً: منهج الدعاية الاستراتيجية والتكتيك

وهنا تثري نقطة هامة بخصوص منهج الدعاية الصهيونية, فهي لا تنطلق عشوائياً, أو كرد فعل لمبادرة خارجية. إن نقطة الانطلاق على العكس من ذلك, تبدأ من تحليل علمي لطبيعة المجتمع الأمريكي, وللقوى الاجتماعية المتعددة, وللفئة الحاكمة فيه, وتحرص دائماً على الربط بين وسائل الدعاية وأساليبها ومضمونها من ناحية, وبين طبيعة التركيب الاجتماعي للفئة التي تتجه إليها هذه الدعاية من ناحية أخرى, مما يجعلها تتصف بصفة المرونة. فالدعاية ليست هدفاً في حد ذاته, بل هي وسيلة لتحقيق هدف سياسي محدد. لذلك فإن الدعاية الصهيونية والإسرائيلية تتخذ من الأساليب والمضمون, ما يخدم غرضاً سياسياً محدداً, تجاه فئة معينة, وفي مرحلة تاريخية معينة.

ومن وجهة نظر دراسة الرأي العام والقوى الضاغطة, فإن هناك ثلاثة قطاعات بشرية في كل مجتمع. الأولى, هي الأغلبية الساحقة, والتي عادة ما تكون منشغلة بأمور حياتها اليومية, من طلب السعي وراء الرزق, إلى غير دلك, ولا تبدى كبير اهتمام بالأمور العامة, وبالذات الأمور الخارجية والدولية. والثانية, هي الأقلية المتنورة التي هي على علم ودراية بأمور العالم الخارجي, والتي تقوم بشكل أو بآخر, بخلق مناخ الرأي العام في المجتمع. والثالثة, هي الأقلية الضئيلة, التي تقبع على قمة المجتمع, والتي تقوم باتخاذ القرارات السياسية المتعلقة بشئونه, وتوجه الرأي العام بطريقة مباشرة وأساسية.

ويتحدد هدف الدعاية الصهيونية على الشكل التالي، أولاً، إسكات كل صوت مضاد بين المجموعة الثانية. وثانياً، التغلغل بطريقة مباشرة في صفوف المجموعة الثالثة. وثالثاً، تحديد الإطار الفكري ومناخ الرأي العام الذي تتنفس فيه المجموعة الأولى.

1- الاستراتيجية:

يمكن القول إذن بأن استراتيجية الدعاية الصهيونية, تقوم على دعامتين فئوية الدعاية من ناحية, والإلحاح على قضايا أساسية معينة, بقصد ترسيخها في الذهن الأمريكي العام من ناحية أخرى. هي دعاية فئوية متعددة الأبعاد, بمعنى أنها تخاطب كل فئة بطريقة معينة, وتثير معها القضايا المشتركة فيها فيما بينهما بحيث تكسب تأييدها, فهي تخاطب اليهود الأرثوذكس بلغة, وتدعو الليبراليين بلغة ثانية, وتحاول أن تجتذب الماركسيين واليساريين بلغة ثالثة, وتخاطب الإفريقيين والآسيويين بلغة رابعة. هي توجه لغة للتخاطب والحوار مع كل الفئات وتستخدم مع كل منها كل الحجج والآراء التي تؤثر فيها, وتنتهج كل الأساليب, لنقل وجهة نظرها. فمع المتدينين يصبح الإنجيل هو المرجع الأساسي, وتصبح "النبوءة الدينية" هي الأساس التاريخي للصهيونية ولإسرائيل, وتحاول إدارة حوار مسيحي – يهودي. ومع الليبراليين, تؤكد على أن إسرائيل هي "واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط", وتشير إلى استقرار الحكم النيابي والانتخابي في البلاد. ومع اليساريين, تبرز الطابع "اليساري" لإسرائيل، حيث أن الحزب الحاكم فيها منذ 1948 هو حزب العمل, وأن الكيبوتز هو تجربة اشتراكية رائدة مجالات الزراعة الجماعية, والحياة الكوميونية.

النص الكامل

http://www.najah.edu/index.php?news_id=5424&page=3171&l=ar

إعلام: الإعلام الأمريكي الموجه وتكريس الهيمنة

في محاولة لبسط النفوذ الإعلامي الفضائي الأمريكي على العالم، تستعد الولايات المتحدة لإطلاق قناة فضائية إلى أمريكا اللاتينية؛ فهي ترغب في استنساخ تجربة قنواتها (الحرة) الموجهة إلى العرب، وكذلك راديو (سوا) لكي تطلق محطة إلى أمريكا اللاتينية، وربما بعد ذلك، تطلق شقيقة صغرى لها، أي المخصصة لفنزويلا. ففي شخص هوغو شافيز، تتكثف الكراهية اللاتينية للسياسة الأمريكية. والرجل، لا ترضي عنه أمريكا، لكنه يحظى بشعبية عارمة تحميه. ففي فنزويلا، هناك وسائل إعلام خاصة، ووسائل إعلام تملكها المعارضة الموالية لواشنطن. لكن الديمقراطية في البلاد، تقدم نموذجاً، يؤكد أن صيغة الحكم الديمقراطي، في بلدان الجنوب، أو في البلدان التي تعاني شعوبها من السياسات الأمريكية، لا يمكن أن توائم واشنطن. بل إن واشنطن، لا يناسبها في كراكاس وفي غيرها، سوى الديكتاتورية، التي تعاند ميول الشعب، وبالتالي فإن هوغو شافيز، قوي بالديمقراطية الحقيقية، وبالرأي العام الفنزويلي، ولا يخشى الإعلام المضاد، في بلاده. بل إنه علّق –باستهتار- على أنباء التهيؤ الأمريكي لإطلاق قناة مخصصة لشعوب أمريكا الجنوبية، فقال: إنها فكرة إمبريالية سخيفة، لا ينبغي أن تدهشنا. فنحن نعرف ما تستطيع واشنطن أن تقوم به، وليس هناك أخطر من عملاق يائس.

وبينما تتأهب واشنطن، لإطلاق مشروعها المتلفز، بعد أن أتمت دراسته، ولم يتبق سوى إقرار الكونغرس، أطلقت كراكاس قناتها اللاتينية (تيليسور) التي بدأت البث مؤخراً. وقدمت القناة نفسها، بأنها ظهرت لكي تقدم وجهة نظر أمريكية لاتينية (توافق الرأي العام الشعبي) في الأحداث، وإنها على ثقة بقدرتها على مقاومة السيطرة الطاغية، للشبكات التجارية، المحلية والأمريكية، التي تغطي أحداث القارة. ولم يدع هوغو شافيز، المناسبة تمر دون الإدلاء بدلوه شخصياً، فقال: إن إطلاق (تيليسور) يعكس يقظة شعوب أمريكا اللاتينية الراغبة في تكامل المصالح والسياسات. وأكد شافيز على أن القناة التي تمولها الحكومة الفنزويلية، تمثل ضربة استباقية لجهود بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي من أجل شن حرب إلكترونية وإعلامية ضد الديمقراطية الفنزويلية. أما وزير إعلام شافيز، الذي هو نفسه، رئيس (تيليسور) فقد أوضح بأن القناة الجديدة تهدف إلى كسر احتكار النظام الإعلامي الدولي، وتقديم رؤية وصوت ما زالا غائبين. وفسر إعلاميون لاتينيون إطلاق هذه القناة بإعلان الحرب على الإمبريالية الثقافية التي تمثلها وسائل الإعلام الأمريكية والغربية.

انحياز رغم الحرية!

الإعلام الأمريكي - في غالبيته- حر ومستقل، وهو الإعلام الذي كشف- ولا يزال يكشف- فضائح الإدارة الأمريكية، من أبو غريب إلى غوانتانامو. لكن الحرب العالمية الرابعة، ضد الإرهاب الدولي والدول المساندة له، هي حرب تعتمد أكثر على «التنظير» أو «التأويل» السياسي والإعلامي أكثر مما تعتمد على المعلومات الموضوعية التي قد يجمعها المراسلون الصحافيون، أو حتى عملاء الاستخبارات. ففي مقابل بضع عشرات من الإعلاميين الأمريكيين الذين يغطون الأحداث في الشرق الأوسط، هناك آلاف المنظرين والمعلقين السياسيين الأمريكيين الذين يفسرون الأحداث والوقائع على طريقتهم، بمعزل عن الحقائق على الأرض. وبهذا المعنى فإن الانتصار أو الهزيمة في الحرب الأمريكية على الإرهاب الدولي والدول المساندة له، سيعتمد، بشكل كبير، على مدى نجاح أو فشل الحملة التي يشنها الإعلام الأمريكي، بحسب انحيازاته واستقطاباته الجمهورية أو الديموقراطية.

ممارسة الهيمنة بالإعلام

التجربة الأمريكية في توظيف الإعلام قد عادت إلى نقطة البداية، وربما أبعد من ذلك، وهي اليوم تكرر أسلوب الإعلام الرسمي الموجه الذي اعتمدته الدول الشمولية والاتحاد السوفيتي السابق على وجه الدقة . وكانت أولى الخطوات التجريبية قد تمت على مستوى الصحافة المقروءة؛ إذ عملت إدارة مجلة (نيوزويك) الأسبوعية على إصدار هذه المجلة بطبعة عربية، إلا أن المجلة كمطبوعة وبشكل عام لم تعد تحتل الترتيب المتقدم في وسائل الإعلام الأخرى، وفي منافسة الصحافة والتلفزيون، بل تراجعت منذ توسعت الصحف اليومية في نشر الدراسات والتقارير التي كانت حكراً -نوعاً ما- على المجلة كمطبوع دوري، وإذا كان الهدف الأمريكي الآخر من تأسيس قناة (الحرة) الفضائية وإطلاق راديو (سوا) ومجلة (هاي) هو تجميل صورة الولايات المتحدة الأمريكية في الوطن العربي فإنها بذلك قد خسرت نصف المعركة مقدما، وإذا كان إنشاء قناة (الحرة) نابعاً –ربما- من اعتقاد المسؤولين الأمريكيين بأن مواقفهم وآراءهم وتصريحاتهم السياسية لا تصل بشكل جيد إلى المواطن العربي، أو بأن وسائلهم التي تعمل بالنيابة وبتوجيه غير مباشر أضحت مكشوفة وعاجزة عن أداء تلك المهمة أيضاً، فإن الشيء الذي لا يمكن تداركه ومعالجته بعد ذلك هو فشل (الحرة) وغيرها من الوسائل الدعائية الأمريكية الموجهة إلى الوطن العربي في تحسين صورة الأمريكي القبيح الذي احتل العراق ومارس الظلم والقهر والتدمير.

وغير هذا وذاك فإن التعددية الفضائية ستكون أوسع كثيراً من فكرة ممارسة الهيمنة بالإعلام على الآخر.. وإن المتلقي في الوطن العربي حين يتجول بين الفضائيات العربية سوف يلغي اختيار التوقف لمشاهدة (الحرة)؛ لأنها أضحت في قناعته (حرة) التعبير عن الرأي الأمريكي فقط الذي يعكس مواقف وتوجهات اللوبي الصهيوني واليمين المسيحي المتطرف ( المحافظون الجدد ) ذلك الرأي الذي يعرفه مسبقاً، ولا يرغب في متابعته أو التعاطف معه.

نموذج الدعاية الرخيص

بالرغم من معرفة العالم أجمعه أن العراقيين يرفضون الاحتلال والسلطات التي عينها، إلا أننا نجد أن وسائل الإعلام الأمريكية تشير إلى الوطنيين العراقيين الذين يدافعون عن بلدهم ضد الغزاة المستعمرين بلفظ "المتمردين"، في محاولة للتقليل من شأن المقاومة العراقية الوطنية الشجاعة. ويتمثل استخدام ألفاظ غير واقعية في الإشارة باستمرار إلى قوات الاحتلال الأمريكية، إضافةً إلى المرتزقة من الجنود الخاضعين لتوجيه وسيطرة هذه القوات بـ "قوات التحالف" كأحد المظاهر الرئيسة للحملة الدعائية الأمريكية المقصود منها خداع الشعب العراقي بأن القوات الأمريكية هي "قوات متحالفة مع العراق" وليست قوات احتلال له. فلماذا تلجأ واشنطن ووسائل الإعلام المرتبطة بالإدارة الأمريكية إلى إخفاء الحقائق وإلى الكذب المنظم ومحاولة استخدام ألفاظ جميلة تخفي جرائمها ضد الإنسانية؟

إن الهدف الأساس من ذلك هو تعزيز الدعم الإعلامي الداخلي لعمليات القتل الجماعي التي تتم في العراق على أيدي الجيش الأمريكي والقوات الأمنية العراقية المرتبطة بها؛ إذ تختلق وسائل الإعلام شبكة من الأكاذيب لتأمين بريق مشروعية الطرق الإرهابية والإجرامية حتى تتمكن قوات الجيش الأمريكي من متابعة عملية تدمير المدن العراقية في ظل حصانة ضد محاسبتها على ذلك.

والطريقة التي أتقنها (غوبلز) في ألمانيا اتبعتها الولايات المتحدة قبل وبعد احتلالها للعراق، حيث إنها تنطوي على الكذب المستمر ومحاولة استخدام ألفاظ جميلة لجرائم مروعة يندى لها جبين الإنسانية حتى تصبح "حقائق" مقبولة، ويتم تداولها في اللغة اليومية للمواطن الأمريكي. وقد تولت قوات الاحتلال الأمريكية في العراق شرح الاهتمامات التكتيكية التي تهم قادة عمليات القتل والرعب والإرهاب الأمريكي في العراق أو ما يسمونه "إحلال الأمن" للمراسلين الإعلاميين المنساقين معها والمرتبطين بها، وكذلك مراكز الأخبار المشهورة لكي يتداولها ملايين الأشخاص سواء بالاستماع إليها أو بمشاهدتها. ولقد تم توحيد الهدف بين وكالات القتل الإعلامي الجماعي والحياة العامة اليومية للأمريكيين من خلال "التقارير الإخبارية" وخصوصاً تلك التي يشاهد فيها المواطن الأمريكي الجنود الأمريكان يكتبون أسماء الزوجات والحبيبات على الدبابات والمدرعات التي تدمر مساكن العائلات العراقية، وتحول مدينة كالفلوجة أو تلعفر إلى أطلال.

وبعيداً عن الاستثناءات، فإن وسائل الإعلام المرتبطة بالإدارة الأمريكية تتبع عدة أساليب، من أجل "تهدئة" روعة "ضمير" الجنود والمواطنين الأمريكيين. ويتمثل أحد هذه الأساليب في "خلط الأدوار" بحيث تُعزى الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال إلى الضحايا وعلى النحو التالي: الجنود الأمريكيون ليسوا هم المسؤولين عن تدمير المدينة، ولكن العائلات العراقية هي التي فعلت ذلك لقيامها "بحماية الإرهابيين" وبذلك "جلبوا لأنفسهم عمليات القصف"!!!

أما الأسلوب الثاني فيتمثل في الإعلان فقط عن مقتل وإصابة الجنود الأمريكان من حاملي الجنسية الأمريكية التي تحدث نتيجة عمليات المقاومة الوطنية، والتي يشاهدها مراسلون مستقلون أو مواطنون عراقيون، وبذلك لا يرد أي ذكر لمقتل وإصابة الجنود "الأمريكان" من حاملي "البطاقة الخضراء" المرشحين للحصول على الجنسية الأمريكية، أو لآلاف القتلى من المواطنين العراقيين جراء القصف الأمريكي وإطلاق النار العشوائي.

وحول الشبه بين القوات النازية وقوات الاحتلال الأمريكية، فإن القوات الأمريكية تعد أن كل مبنى مدني هو عبارة عن "مخبأ" لـ "الإرهابيين"، وهذا بالطبع يُعدّ خرقاً كلياً وفاضحاً لكل قوانين الأرض، ومنها قوانين جنيف الخاصة بالحروب، وأن تدمير تجمعات سكنية ومدن بأكملها من قبل كل من ألمانيا النازية والولايات المتحدة هو نفس الإجراء العسكري الذي تتبعه إسرائيل ضد الفلسطينيين.

غزو فاشل

ولذلك فلم يكن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الخاص بتقييم فعالية الدور الذي قامت به إذاعة (سوا) و قناة (الحرة) لتحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة مفاجئًا لأحد من حيث إعلانه أن قناة (الحرة) وإذاعة (سوا) قد أخفقتا إخفاقاً ذريعًا في أداء مهمتهما وتحسين صورة واشنطن في عيون شعوب المنطقة.

فقد نبه التقرير إلى أن محطة (سوا) المتخصصة في إذاعة الأخبار والأغاني والموسيقى العربية الشعبية لم تبذل الجهد المطلوب أو تحقق نتائج مقبولة فيما يتعلق بتعزيز الديمقراطية في المنطقة، أو حشد الدعم للمواقف المؤيدة لأمريكا، وفشلت في جذب الجمهور للاستماع لبرامجها أو التأثير في عقول شباب المنطقة، وهي الفئة المحددة لنشاط الإذاعة.

كما شكك التقرير في مصداقية بعض الأبحاث التي قدمها مجلس أمناء إذاعة (سوا) وقناة (الحرة) إلى الكونجرس الأمريكي، والتي تظهر نجاحهما مشيرًا إلى أن هناك لجنتين مستقلتين، تضم خبراء اللغة العربية قد أصدرتا تقريرًا بتمويل من مكتب المفتش العام الأمريكي، أكد أن تأثير القناة والإذاعة ضعيف جدًا بالمقارنة بقناة (الجزيرة) و(العربية)، لاسيما فيما يتعلق بالجودة والمصداقية، فضلاً عن أن الآباء لا يفضلون أن يستمع أبناؤهم إلى قناة (الحرة) أو إذاعة (سوا) ؛ لافتقاد مذيعيها للكفاءة والمصداقية والخبرة وضعفهم الشديد في اللغة العربية .

وقد جاء هذا التقرير ليؤكد إخفاق المساعي الأمريكية في إيجاد صوت مباشر لها في المنطقة بعدما اعتمدت لسنوات طويلة على أسلوب ضخ الأموال وتقديم المعونات للقنوات والصحف العربية ووسائل إعلامها للترويج لوجهات النظر الأمريكية، ولكن هذا الأسلوب لم يفلح في فتح نوافذ التواصل بين واشنطن وشعوب المنطقة، وكانت إدارة الرئيس بوش قد أعلنت منذ مدة إطلاق فضائية أمريكية تحت مسمى (الحرة) تستهدف المجتمعات العربية لنشر القيم الأمريكية والديمقراطية في المنطقة، وتبث العديد من البرامج التعليمية للغة الإنجليزية والبرامج الإخبارية بالإضافة إلى برامج عن الصحافة الأمريكية، وعادات وتقاليد المجتمع الأمريكي، وبرامج حوارية تستهدف تغييرًا كاملاً لعادات العالم العربي

النص الكامل

http://www.najah.edu/index.php?news_id=5423&page=3171&l=ar

إعلام: التضليل الإعلامي الأمريكي لوقائع العدوان على العراق

ببساطة شديدة صرح وزير الدفاع الأمريكي رامسفلد ثاني أيام العدوان الأمريكي البريطاني على العراق " أن قوات التحالف الأمريكي البريطاني دخلت ميناء أم قصر دون مقاومة تُذكر ، وقد استسلم قائد الفرقة /51 / وجنوده ، وتجري مفاوضات مع قائد الفرقة لحل وضعهم كأسرى حرب " وطمأن رامسفلد الشعب الأمريكي بأن آبار النفط أصبحت في مأمن ، وتحت السيطرة وهذا انتصار مهم ". وعرضت القنوات التلفزيونية الأمريكية دون استثناء صور ما وصفهم وزير الدفاع رامسفلد بالأسرى العراقيين من الفرقة /51 / . وتجاهلت الضحايا من المدنيين العراقيين ، الذين قتلوا بصواريخ كروز الفتاكة .

وقد فنّد العراق هذه المزاعم ، حيث صرح لقناة الجزيرة قائد الفرقة/51/ خالد الهاشمي وجنوده حوله أن المزاعم الأمريكية جزء من الحرب النفسية ضد القوات العراقية، ووصف شدة المعركة مع القوات الغازية في مدينة البصرة، ولم ينف الخسائر في صفوف القوات العراقية ، لكنها ضريبة الوطن الواجب دفعها. واحتج رامسفلد والرئيس بوش على " فعلة " العراق عندما عرض الأسرى والقتلى الأمريكيين في معركة أم قصر وقد أطلق عليها العراق معركة " الحواسم " . والمؤسف أن التلفزيونات الأمريكية التي عرضت " الأسرى العراقيين " لم تعرض صور الأسرى والقتلى الأمريكيين ، وحسب مراسل الجزيرة في قاعدة السيلية القطرية ، عفوا القاعدة الأمريكية في قطر حيث تُدار عمـليات الحرب ضد العراق ، قال مراسل الجزيرة :" لقد أخذت عدة قنوات أمريكية شريط صور الأسرى والقتلى الأمريكيين، لكن قناة واحدة بثتها ولمرة واحدة ، ثم جاءت الأوامر من البيت الأبيض بمنع عرض الشريط ، خشية الرأي العام الأمريكي" طبعا الخوف أن ينقلب الشعب الأمريكي ضد حكومته ، ويُرغم قادته على الانسحاب من العراق .

وكما يبدو جليا أن الحرب على العراق يلعب فيها الإعلام دورا ، لا نبالغ لو قلنا السلاح الأول والأمضى لتثبيط معنويات القوات العراقية والشعب العراقي ، خاصة وأن المدنيين عاشوا هول الغارات التي ألهبت المدن العراقية بنيرانها ، ويزعم الأمريكيون أن أسلحتهم " ذكية " تذهب للهدف فقط ، وأهدافهم النظام العراقي ، ولم يُفسر سواء الرئيس بوش أو وزير دفاعه أو الناطق باسم البنتاغون أو الخارجية أو الإعلام الأمريكي لماذا دمرت صواريخهم منازل المدنيين وراح نحو ثمانين عراقيا أشلاء ، ونحو ستين آخرين أصيبوا بجراح بليغة.

الحرب الإعلامية

في الواقع تمارس جميع الحكومات وفي كل العصور التضليل الإعلامي على نحو ما ، فالتلاعب بالمعلومات يصبح شائعا في أحوال الحرب ، لأن الجهود تكون منصبة لتعبئة الشعب ، فتنشر نصف الحقائق ، وتكثر الشائعات التي يصعب التأكد من صحتها وقت الحرب ، وفي الحرب الراهنة ضد العراق ، تبرر الحكومة الأمريكية لشعبها ، بالحرب " العادلة " و " لا مفر منها حفاظا على الأمن القومي الأمريكي " وبالتالي يسمونها " دفاعية " وتصبح " وقائية " من خطر مُحتمل قد يأتي من " أســلحة الدمار الشامل " العراقية المزعـومة فيما لو وصـلـــت " للإرهابيين " ..وغيرها من دعاية تتحكم فيها الترسانة الإعلامية الأمريكية المتطورة تقنيا عن كل نظيراتها في العالم ، ويتحكم فيها اللوبي الصهيوني. والتضليل الإعلامي له قواعده ، كما للحرب العسكرية قواعدها ، فالإعلام الأمريكي - وللأسف بعيدا عن الاحترافية الصحفية التي تلزم الموضوعية - راح يدفع الأزمة العراقية - الأمريكية إلى ذروتها ، بتصوير العراق العدو رقم واحد ، ورئيسه شرير ، لا يتورع عن استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين الأمريكيين كما فعل بن لادن في هجمات الحادي عشر سبتمبر 2001 . هذا فضلا عما وصفوا به الرئيس العراقي صدام حسين ونظامه بأوصاف غير مهذبة بالمرة، وقبله " حظي " قادة آخرون في العالم بمثل هذا " اللطف الإعلامي الأمريكي " مثلا : مغامر ، شيوعي متطرف ، مختل عقليا ، نازي إلخ ، فمن الإيراني مصّدق ، إلى العراقي صدام حسين مرورا بالمصري جمال عبد الناصر ، والليبي معمر القذافي ، والفلسطيني ياسر عرفات ، وشافيز الفنزويلي ، الكوبي فيديل كاسترو ، وغيرهم . ويوصف أنصار الحل الدبلوماسي بالجبناء أو المستسلمين وفي أحسن الحالات " سذُج " ، وهكذا انطمس النقاش الموضوعي ، بين مؤيد للحرب ، ورافض لها .

فقد أبلت وسائل الإعلام الأمريكية بلاء غير مسبوق لتحضير الرأي العام الأمريكي والدولي لضرب العراق . فقد قُرعت طبول الحرب ضد العراق بعد شهرين من هجمات الحادي عشر سبتمبر ، وقد وضعه الرئيس بوش من عداد دول محور الشر . للوهلة الأولى ، وفي غمرة التعاطف الدولي مع أمريكا في مصابها ، تصورت إدارة الرئيس بوش أن الوقت مناسب لشن الحرب ، وكانت حربها ضد أفغانستان، حليفتها في حربها ضد الاتحاد السوفياتي سابقا ، وشنت الحرب دون قرار أممي ، وتواطأ المجتمع الدولي بالصمت على فعلة أمريكا وهي تدوس القانون الدولي الذي كانت أحد الأطراف الذي صاغه بعد الحرب العالمية الثانية . لكن بعد انقشاع غبار الحرب الأفغانية ، تبين لأوربا أن أمريكا سيطرت على نفط آسيا الوسطى ، وتخوفت الصين على مصالحها أيضا من النفوذ الأمريكي قرب حدودها من أفغانستان ، كما هو الحال لدى روسيا. لذا عندما طرحت الولايات المتحدة شن حرب ضد العراق بذريعة " محاربة الإرهاب " ، واجهتها تساؤلات المجتمع الدولي ومعارضة غير مسبوقة ، فالدول الأوربية حكومات وشعوبا عارضت منطق الحرب ، وهي التي كانت حليفة أمريكا .كما لم تتجل وحدة الموقف العربي على رفض الحرب كما هذه المرة ، وإن كان الموقف العربي الرافض للحرب تنقصه الوسائل المادية الملموسة ليكون فاعلا في القرار الدولي ، هذا ما إذا لم نقل أن النظام الرسمي العربي يرحب بتخليصه من الرئيس صدام .

ومن الجانب الأمريكي بينت استطلاعات الرأي الأمريكي أن المؤيدين للحرب انخفضت نسبتهم ، فحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية ، أنه في ديسمبر 2002 كانت أكثر من 68% تعارض الحرب ضد العراق بدون موافقة مجلس الأمن ، من بينهم 72% معظمهم من الحزب الجمهوري الحاكم ، يعتبرون أن البيت الأبيض لم يقدم البراهين الكافية لتبرير الحرب ، فهم بالتالي لا يصدقون مزاعم الرئيس بوش " بالتهديد العراقي الوشيك " . وليس هذا فحسب ، بل المعارضة كانت في أوساط كبار الضباط في البنتاغون وكبار المسؤولين في الخارجية ، لكن الإعلام الأمريكي عتّم على هذه المعارضة ، ونفخ بأتون الحرب.رغم أن الإدارة الأمريكية رفضت تقديم أدلتها لمجلس الأمن أو لمفتشي الأمم المتحدة عن حيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل ، حتى أن وزير الدفاع رامسفلد قال : " إن غياب الأدلة ليس دليلا على عدم امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل " ، وعندما واجهه معارضو الحرب في الإدارة الأمريكية بالنوايا المبيتة ضد العراق ، وأنه كان مهندس التعاون العراقي - الأمريكي مطلع الثمانينات ، إبان الحرب العراقية الإيرانية ، ووثائق البنتاغون شاهدة على ذلك ، نفى ما اتهم به من نوايا مبيتة ، وقال : من السهل على صدام حسين الحصول على أسلحة الدمار الشامل وقد استخدمها في حربه مع إيران " ، طبعا هذه الشكوك لدى الأمريكيين ، فيكيف بنا نحن العرب ذوي الحق في ثرواتنا والسيادة على أراضينا أن نصدق مزاعم الرئيس بوش ووزير دفاعه أن حربهم " لتحرير" العراق ؟ فهل من يأتي محررا يرفع العلم الأمريكي في أرض عراقية ؟ ثم يدعي الرئيس بوش وحاشيته بأنهم يريدون " عراقا حرا ديموقراطيا" ، بكل أسف نقول هذا رياء في نظر الرأي العام الذي يتذكر جميع الدكتاتوريات الذين تساندهم واشنطن اليوم أو ساندتهم في العقود الماضية ، حتى الرأي العام الأمريكي المولع بالدور " الإنقاذي للولايات المتحدة " والذي دأب رؤساؤها على تعبئة الأمريكيين به منذ الرئيس جورج واشنطن إلى ابراهام لنكلن ..ويلسون ..ألخ لم يتردد بالتساؤل : لماذا نُضحي بشبابنا من أجل دور ينبغي على الشعب العراقي القيام به ؟ ثم لماذا نظام صدام حسين وليس نظام كوريا الشمالية التي أعلنت عن امتلاكها أسلحة الدمار الشامل ؟

فالتضليل الإعلامي الأمريكي بلغ ذروته ، حينما أسقط تماما التبعات الاقتصادية والجيوسياسية للحرب على العراق ، وما هي الفائدة لأمريكا من إقامة نظام موال لها في العراق ، ولا شئ عن المخزون النفطي ، المُقدر حاليا الثاني في العالم بعد العربية السعودية ، ولا عن الوزن السياسي للعراق في منطقة الخليج ، كما لم يذكر الإعلاميون العقود المنتظرة للشركات الأمريكية لإعمار العراق من نفط العراق ( من لحيته بخر له ) ، وتجاهل الوزن السياسي لإسرائيل في ظل وضع عربي واهن ، متخاذل ، لا يهم حكامه سوى مرضاة أمريكا للبقاء في السلطة. فوسائل الإعلام الأمريكية لم تطرح هذه المسائل ، لتجعل الرأي العام الأمريكي يهتم بالأمور الثانوية .

النص الكامل

http://www.najah.edu/index.php?news_id=5422&page=3171&l=ar

السينما الصهيونية

يختلف تناول السينما الصهيونية قبل انشاء اسرائيل عن تناولها بعد انشاء اسرائيل. فبعد قيام الكيان الصهيوني عام 1948 لم يعد هناك أدنى التباس حول حقيقة الحركة الصهيونية كحركة عنصرية. وأصبح من الواجب على كل فنان ان يحدد موقفه بوضوح عندما يتطرق الى المشكلة اليهودية. لم يعد هناك مجال لوضعالأقنعه . كما لم يعد هناك مجال للناقد أو المؤرخ أيضا للحديث عن اية أقنعه أو أية مؤامرات تحاك في الظلام.

والسينما الصهيونية مثل السينما النازية يمكن ان توجد في أي دولة ويمكن ان تصنع بواسطة أي فنانين يتبنون الصهيونية. لذلك نجدها في الولايات المتحدة، ونجدها تصنع بواسطة فنانين يهود، وفنانين غير يهود، ولذلك فقد راينا أن نتابع حركة السينما الصهيونية تاريخيا منذ انشاء اسرائيل، واعتبار كل حرب من الحروب التي قامت بين اسرائيل وبين الاقطار العربية ببداية مرحلة جديدة في تاريخ هذه السينما.

كذلك راينا استبعاد السينما الاسرائيلية، أو بالأحرى السينما الصهيونية التي يتم انتاجها داخل فلسطين المحتلة (إسرائيل) باعتبارها تمثل وحدة مستقلة في السينما الصهيونية تدرس على حدة، وسوف نقتصر ايضا على الأفلام ذات البعد الصهيوني المباشر والصحيح، إذ لا يدخل في نطاق موضوعنا الأفلام الأجنبية التي تعرضت لمؤثرات صهيونية بصورة غير مباشرة.

بعد حرب 1948 مباشرة، تم في عام 1949 إنتاج فيلمين أمريكيين يعتبران بداية السينما الصهيونية بعد انشاء اسرائيل، وهما الفيلم التسجيلي "الرواد" إخراج باروخ دينار، والفيلم الروائي الطويل "سيف في الصحراء" إخراج جورج شيرمان. وقد عرض فيلم "الرواد" في ستة آلاف ومائتين من دورالعرض في الولايات المتحدة في وقت واحد، ورشح للفوز بجائزة الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية المعروفة باسم " الاوسكار" لأحسن فيلم تسجيلي قصير، ثم هاجر مخرجه الى اسرائيل عام 1960 ويتناول الفيلم انتصار القوات الصهيونية على القوات العربية في حرب 1948، مبرزا المستوطنين اليهود في المزارع الجماعية "الكيبوتزات " على انهم الرواد الذين انتصروا!

أما فيلم "سيف في الصحراء " الذي كتبه وأنتجه روبرت بوكنر والمشترك في تمثيله دانا اندروز وليمارايموند، فيتناول "ميلاد اسرائيل " من خلال قصة "قائد سفينة مليئة بالمهاجرين اليهود يمثل دوره دانا اندروز، عليه إما ان يكون جبانا كالعادة، أو يصبح بطلا بوقوفه الى جانب اليهود " ويتجاهل الفيلم العرب تماما، ويوجه اتهاما عنيفا للإنجليز بالتعاون مع العرب ضد اليهود"!

وبينما يعتبر تجاهل عرب فلسطين سمه اساسية من سمات السينما الصهيونية التي تتناول المشكلة الفلسطينية، حيث قالت غولدا مائير يوما أنني لا اعرف شعبا بهذا الاسم " أي باسم الشعب االفلسطيني، فإن اتهام الانجليز بالوقوف مع العرب في حرب 1948، وهو أمر يفتقد الأسانيد التاريخية وبهدف ابراز صورة اليهودي الصهيوني الذي يقف وحده، واثارة العطف عليه في حربه المقدسة من أجل البقاء.

وفي عام 1953 انتج الفيلم الأمريكي "الحاوي " إخراج ادوارد ديمتريك عن رواية مايكل بلانكفورت المسماة بنفس الاسم، والذي اشترك في تمثيله كيرك دوغلاس، وتم تصوير جزء منه في اسرائيل. ويتناول هذا الفيلم قصة حاو يهودي نجا من الموت في معسكرات الإعتقال النازية ولكنه "لا يستطيع أن يعتبر وجوده في اسرائيل عودة إلى الوطن" وتصوير الفيلم في اسرائيل يعني بالضرورة أنه يناقش هذه المشكلة لكي يثبت أن اسرائيل هي وطن كل يهود العالم. وهي من الأفكار الرئيسية التي تقوم عليها الدعوة الصهيونية.

لم تتناول السينما الصهيونية حرب 1956، بل لقد منعت إسرائيل فيلم "الطلائع الزرقاء " الذي انتجته الأمم المتحدة في ذلك العام عن قوات الطوارئ الدولية، رغم أن مخرجه البريطاني ثورولد ديكنسون كان قد اخرج فيلمين إسرائيلين قبل ذلك. وذلك بسبب تناول الفيلم لحرب 1956 معبرا عن وجهة نظر الأمم المتحدة في هذه الحرب.

يقول منير صلاح الأصبحي في دراسته عن الرواية الصهيونية "لا بد من الإشارة إلى انه ليست في هذه الروايات أية محاولة للتركيز بصورة رئيسية على حرب السويس عام 1956 وأن يندر جدا ذكر هذه الحرب، فهذا أمر ذو دلالة كبيرة، إذ ان حرب1965 تختلف عن الحربين اللتين تسلط الروايات اضواءها عليهما في انها لم تحقق "انتصارا باهرا " لإسرائيل، فمن جهة لم تكن اسرائيل وحيدة في هجومها على مصر، بل كانت مصر هي البلد الذي واجه تحالف ثلاث دول، اثنتين منهما كانت من القوى العظمى آنذاك، ومن جهة خرى، كانت نتيجة الحرب انتصارا سياسيا كبيرا لمصر، وكذلك، فإن اسرائيل، رغم احتلالها المؤقت والقصير لسيناء، اخفقت في تحقيق اهدافها العسكرية والسياسية التي شنت الحرب من أجلها، واضطرت الى التراجع والأنسحاب " ونلاحظ أن السينما الصهيونية ولنفس الأسباب، تجاهلت أيضا حرب 1973. ولكن الفترة من عام 1965 الى عام 1967، وهي فترة الإعداد لحرب 1967، شهدت العديد من الأفلام الصهيونية، وأهم هذه الأفلام "الخروج " إخراج أوتو بريمنغر عام 1960، وهو يهودي صهيوني و"جوديت" إخراج دانيال مان عام 1964، وهو يهودي صهيوني أيضا وكل هذه الأفلام أمريكية، ومن نوع الانتاج الكبير.

يروي ويلي فريشاور قصة "الخروج" رواية، ثم فيلما، في كتابه عن حياة "اوتوبريمنغر"، فيقول أن الفكرة خطرت اولا في مخيلة دوري شاري كاتب السيناريو السابق، ورئيس مترو غولد وين ماير الذي كان معروفا لدى الكثيرين باعتباره " يهوديا محترفا "، فاستدعى ليون أوريس وقال له "عليك أن تكتب رواية درامية عن ميلاد إسرائيل " وتعهد بدفع تكاليف البحث، وشراء حقوق الرواية للسينما. وكان أحد الذين تحدث معهم أوريس حول الموضوع انجو بريمنغر شقيق أوتو الذي كان وكيلا في فترة من حياته.

يضيف فريشاور أنه بعد فترة من البحث الشاق، وافق أوريس على الذهاب الى اسرائيل. وقد استغرقت مهمته عامين. وبعد أن اجرى مئات من الأحاديث وسجل أميالا من الشرائط، كتب رواية قوية بعنوان "الخروج" مستلهما ماجاء في العهد القديم (سفر الخروج، 9: 13 )، كي يطرح مقولته: دع شعبي يذهب. اليهود هم الأبطال والأشرار هم البريطانيون الذين فرضوا الانتداب على فلسطين. وقد أوفى دوري شاري بوعده، واشترى الحقوق لمتروغولدين ماير. ولكن شركة مترو ترددت في انتاج الفيلم حتى لايضر بمصالحها في بريطانيا كما جاء في كتاب فريشاور، وكان انجو بريمنغر على علم بما يحدث، فلما اخبر أخوه أوتو بالمشاكل التي تعوق المشروع، قال له أوتو "اشتري الحقوق لي" ثم اتصل أوتو بريمنغر بصديقه القديم ماير ويسغال رئيس معهد وايزمان للعلوم في اسرائيل وسأله المساعدة في انتاج فيلم في اسرائيل، وأرسل اليه مخطوط الرواية.

قرأ ويسغال الروايو ووافق عليها، ووعده بريمنغر بأن يعطي حقوق العرض في اسرائيل لمعهد وايزمان، وكذلك دخل العرض الاول في كل مكان في العالم. وطلب منه أيضا القيام بدورين غوريون في الفيلم. وقد كان ويسغال هو صله الوصل الأساسية بين بريمنغر والحكومة الاسرائيلية. وقد استعان بريمنغر بالجنرال البريطاني فرانسيس رومي الذي اشترك في حرب 1984 بالفعل ليكون مستشاره العسكري. وقدمت الحكومة الاسرائيلية اليه من ناحية اخرى مستشارا بالفعل ليكون مستشاره العسكري. وقدمت الحكومة الإسرائيلية اليه من ناحية أخرى مستشارا رسميا هو الكولونيل غيرشون ريفلين الذي كان يحارب في صفوف " الهاجاناه ". وبدأ تصوير الفيلم يوم 27 آذار/ مارس سنة 1960 وانتهى بعد 14 اسبوعا بعد ان تكلف 2,5 مليون دولار.

ومن خلال تيدي كوليك الذي كان الذراع اليمنى لرئيس الوزراء بن غوريون، كما يقول فريشاور، والذي اصبح بعد ذلك عمدة القدس، كان بن غوريون على اتصال وثيق بتطور تصوير الفيلم في اسرائيل. وبعد التصوير في اسرائيل، تم مونتاج الفيلم في لندن، وتم التحميض والطبع في الولايات المتحدة، وقد وصلت أرباح الفيلم بعد العرض إلى 1 مليون دولار.

النص الكامل

http://www.najah.edu/index.php?news_id=5421&page=3171&l=ar

إعلام: الدعاية الصهيونية في المجتمع اليهودي

مقدمة

للدعاية دور هام في تكوين الرأي العام، لذلك يعتمد السياسيون على الإعلام في تهيئة الرأي العام لتقبٌل السلوك السياسي، وقد عملت الحركة الصهيونية منذ البدء على إقامة كيان صهيوني لليهود، لذلك كانت دعايتهم تقوم على كل السبل التي تؤدي إلى هذا الهدف، وقد ظل هذا الهدف محور الدعاية الصهيونية، تحيط به الأهداف الأخرى مكملة له، وصار هدف الدعاية الصهيونية الأساسي العمل على إقامة الكيان الصهيوني ودعمه سياسيا وعسكريا واجتماعيا وثقافيا، ولذلك نظمت الدعاية الصهيونية اساليب مدروسة لتناسب عقليات وعواطف الجماعات المختلفة التي وجهت اليها رسالتها الإعلامية، سواء أكان هذا المتلقي يهوديا أو فلسطينيا أو عربيا أو مواطنا في المجتمع العالمي، لقد تفهم الصهاينة تأثير الرأي العام في البلدان الليبرالية وتأثيره على القرار السياسي في هذه البلدان ولهذا فقد جعلوا من الرأي العام شغلهم الشاغل، حيث أغرقوه بالمعلومات التي تبشر بآرائهم وأفكارهم السياسية، حتى أصبحت تلك البلدان حكرا عليهم ومغلقة أمام خصومهم.

هذا وتعتبر الدعاية الصهيونية من أنجح الدعايات الإعلامية التي تقوم بأكبر عملية غسل أدمغة على المستوى العالمي، يساعدها في ذلك امتلاك اليهود للإمكانيات الإقتصادية والمالية، إضافة إلى معرفة اليهود لأنسب الطرق لمخاطبة العقل الغربي، حيث سهلت عليهم جذورهم الأوروبية أن يحققوا اكبر عملية غسل دماغ بشرية في التاريخ لصالح قضيتهم التي عملوا من أجلها، ألا وهي تهويد فلسطين وتغيير معالمها.

يهدف هذا البحث إلى توضيح طبيعة العلاقات الشائكة والمعقدة بين السياسة الغربية في المنطقة العربية والتقبل الشعبي الغربي للمعايير المزدوجة الغربية، حيث سيتبين لنا أن الذهنية الغربية لا ترى تناقضا في ازدواجية المعايير، فالأمور المتعلقة بإسرائيل واليهود تتمتع بالحصانة، فيما يبرر كل عمل عدواني ضد العرب ويعتبر مقاومة للإرهاب، كما يهدف إلى توضيح العلاقة القائمة بين أصحاب النفوذ والمال ورجال السياسة والإعلام، كما سنعرف على أن الحقيقة يملكها من يملك وسائل الإعلام.

وسنحاول في هذا البحث الإجابة عن السؤال الإختباري: هل هناك علاقة بين الصهيونية ووسائل الإعلام وتشكيل الراي العام؟ فالإفتراض المقترح لهذا البحث هو: أن النفوذ الذي تتمتع به اسرائيل والحركة الصهيونية ليس نتيجة لمعجزة سماوية، بل هو نتيجة تحليل علمي لواقع المجتمعات الغربية ومعرفة قوته وضعفه، ثم نتيجة رسم سياسة إعلامية ودعائية للتأثير في هذه المجتمعات، بالإضافة الى التنظيم الدقيق لتجمعات الصهيونية وسيطرتها على مؤسسات مالية هامة، وسنعتمد في هذا البحث المنهج المقارن، ثم سنقارن ذلك بالجهود الإعلامية العربية، وذلك لتبيين الفجوة والفراغ في الآداء الإعلامي العربي.

ويقسم البحث إلى مقدمة وأربع فصول وخاتمة، بالإضافة إلى ثبت بالمراجع والمقالات المعتمدة في إعداد هذه الدراسة، ويتحدث الفصل الأول عن الدعاية الموجهة إلى اليهود أنفسهم،( الدعاية الصهيونية في المجتمعات اليهودية)، حيث أن مادة الدعاية الصهيونية هي الأقلية اليهودية المنظمة، الثرية والملتزمة بالدفاع عن اسرائيل والصهيونية، وهذا الوضع يتيح للدعية الصهيونية ميزة الدفاع عن قضية اسرائيل بواسطة مواطنين محليين يهود سواء في أمريكا أو أوروبا، يعرفون لغتها وثقافتها ويعرضون القضية في إطار القيم والمفاهيم والسلوك السائد في تلك البلدان، كما سيهتم البحث بالتعرض للمقولات الإعلامية التوراتية التاريخية، مثل مقولة شعب الله المختار، الأرض بلا شعب لشعب بلا أرض، بالإضافة إلى توضيح دور الإعلام في تسخير مقولة ( العام القادم في اسرائيل) و (شلت يميني إذا نسيتك يا إسرائيل) حيث تمتلك هذه المقولات ألباب اليهود ويرتبطون بذلك روحانيا وعقائديا بإسرائيل، كما سنتطرق إلى دور الإعلام اليهودي في توحيد الدين والقومية وبطلان ذلك كما أن استعمال مفهوم الأرض الخالية من السكان سيوضح لنا مدى الصعوبة التي واجهها الإعلام الصهيوني في إقناع اليهود بالهجرة إلى فلسطين.

أما في الفصل الثاني (الدعاية الصهيونية في المجتمع اليهودي) فسوف نستعرض الجهود الإعلامية الصهيونية الموجهة للعرب والفلسطينين والعالم، وسنتعرف على مضمون الرسالة الإعلامية ودورها في تشويه الحقائق وتزييفها، مبينا اتجاه الدعاية الصهيونية إلى اتباع سياسة فرق تسد في العالم العربي، سواء بالتفريق بين المسلمين والمسيحيين من جهة، أو بين القبائل والعائلات، حيث عملت الدعاية الصهيونية على إبقاء الساحة العربية مفككة وضعيفة، كذلك نبين دور الإعلام الصهيوني في بث الرعب في قلوب الفلسطينين قبل التهجير، ثم تتابعت الهجمة الإعلامية أثناء مختلف الحروب العربية الإسرائيلية، كذلك يتضمن هذا الفصل استعراضا لدور الدعاية الصهيونية في إقناع سكان المناطق الغربية أن اليهود لهم حقوق تاريخية في استغلال فلسطين تؤلهم لإقامة دولتهم على أرضها، كما سنتعرف على استغلال الإعلام الصهيوني للمجازر النازية وذلك بعدم لوم اليهود على ما يفعلونه بالعرب.

أما الفصل الثالث فيحلل دور جماعات الضغط اليهودية ( اللوبي ) في السيطرة على وسائل الإعلام الغربية والأمريكية بشكل خاص، كما سنعرف على مدى تغلغل اللوبي الصهيوني بما يمتلكه من قدرات مالية في تشكيل وعي المواطن العادي وبالتالي توجيهه بطريقة غير مباشرة لاتخاذ القرار في الانتخابات بما يتناسب مع رغبة الإعلام المدعومة من قبل اللوبي الصهيوني، الأمر الذي يفقد الإنتخابات الأمريكية كثيرا من المصداقية والموثوقية رغم نزاهة الإجراءات الإنتخابية، فالانتخابات مرتبطة بعامل أسبق، هو الوعي الذي يمتلكه المواطن، فأين الحرية في ظرف تنفرد فيه طائفة سياسية دينية بالمقدرات الإعلامية التي تشكل وعي المواطن.

النص الكامل

http://www.najah.edu/index.php?news_id=5425&page=3171&l=ar

إعلام: الدعاية والاعلام في المجتمع الصهيوني

مقدمة

للدعاية الاسرائلية الصهيونية منابعها الطبقية والايدولوجية الخاصة التي تتحدد ببعدين اساسيين هما:

1-الطابع الطبقي الاستغلالي

2-الاعتماد على الأيدولوجية الصهيونية الشوفينية والعنصرية.

فالطبقة الاستغلالية للحركة الصهيونية تفرض عليها الاعتماد على أسلوب الحرب النفسية خدمة لاغراضها الاستغلالية. إن إهتمام الاوساط الحاكمة في إسرائيل بعسكرة الإقتصاد الإسرائيلي وتوظيفه لصالح خدمة الاغراض الامبريالية والصهيونية وسعيها الدائم لتنمية الروح العسكرية والشوفينية لدى المواطن الاسرائيلي. والعمل على غسل دماغه وجعله يشعر بالخوف دائماً من انه مهدد بالفناء من قبل أعدائه العرب إذا لم يكن متحفزاً دائماً. مستغلين بعض الاقوال التي أطلقها العرب في بعض الاحيان مثل(سنجعل اليهود طعاماً للاسماك- سنرمي اليهود في البحر....إلخ) وهذا ما أفسح المجال أمام الرأسماليين والإحتكاريين وكبار القادة العسكريين الصهاينة للسيطرة على وسائل الإعلام والدعاية والنشروتوظيفها لصالح الاعمال الدعائية الصهيونية وعمليات الحرب النفسية الموجهة ضد قوى التقدم والإشتراكية في المنطقة. وخصوصاً ضد حركة التحرر العربية باعتبارها العدو الاكبر للمشاريع الامبريالية الصهيونية في المنطقة.

تصرف إسرائيل الاموال بسخاء دون حساب على مشاريع الدعاية والاعلام وذلك لشرح أفكار الامة اليهودية العالمية ونشر دعوة التفاف اليهود حول إسرائيل وكل هذه النفقات الكبيرة تصرف للدفاع عن سياسة العسكرة والعدوان. وهناك أمثلة كبيرة حول هذا الموضوع نذكر منها على سبيل المثال لا للحصر:

- بتاريخ15/6/1982 وبعد عملية "سلامة الجليل" ضد القطر اللبناني الشقيق قام الصحفي إسرائيل رمبر مراسل في جريدة عل همشمار بإجراء مقابلة مع بعض الجرحى الإسرلئيليين حيث وظف كل ما جاء على لسانهم لصالح الدعاية الصهيونية ضد العرب. المقابلة الاولى كانت مع الرقيب الجريح (يفراح) الذي قال (يجب تلقين المخربين الاشرار درساً لا ينسوه ولو لم نكن نهاجمهم اليوم لقاموا بتصفيتنا غداً، ليتك رأيت كم السلاح كان عندهم. لم يكن أمامنا أي خيار قطعاً. لقد اختبأ المخربون في المنازل. إذ كيف يمكن قتل المخربين دون المساس بالبيوت، هل تعرف كم من رفاقنا كانوا سيستشهدون لو لم نقصف المنازل؟ أنظر. أنا لا أفرق بين الفلسطيني وبين المخرب فكلهم مخربون بنظري. هؤلاء الأولاد يطلقون عليك النار من الكلاشينكوف ومن الأربي جي. فهل تقترح ان لا نرد على النار بالمثل لأنهم أولاد ؟ نحن لسنا مسؤولين عنهم. هذه مشكلتهم. أنا أرجو فقط أن لا نعيد المنطقة التي احتللناها قبل إحلال النظام و قبل تطهير القرى من المخربين. كل الإحترام لجيش الدفاع ولأرييل شارون فهو حقاً رجل شجاع.

- لقاء آخر مع شارون نفسه السؤال إلى شارون ؟

- س1: هل وضعت لنفسك هدفاً بعيدا ًمنذ البداية ؟

ج : كان لي هدف حتماً وهو رؤية الخطر الكامن في الإرهاب أي ليس خطر الإرهاب فقط‘ بل الخطر الذي يتجاوزه، لأن الإرهاب عامل يعرض السلام للخطر ثم يتابع لدى رده عن سؤال آخر: في طريقي الى بيروت التقيت بمقاتلين مسيحيين استقبلوني بالعناق والقبلات وقد دهشوا تقريباً لرؤية وزير دفاع يأتي بمجنزرة معتمراً خوذة وحاملأ رشاشاً ومرتدياً واقية من النيران.... أجرينا معهم محادثة وقلنا لهم: لسنا معنيين البتة في البقاء في لبنان.... إنما هدفنا المحدد هو تصفية قواعد المخربين.

نلاحظ في هاتين المقابلتين كيف عملت الصحافة على توظيف الأجوبة لصالح الحرب القذرة التي يشنها العدو على لبنان. متى كان شارون يحب المسيحيين؟ ومتى كان اليهودي يحب المسيحي؟ لنرى ماذا يقول تلمودهم عن المسيحيين.

"يجب انتزاع قلب المسيحي من جسده" ، "إن اليهودي الذي يصير نصرانياً هو خاضع للعقاب" ، "لأن اليهود الذين يقبلون العماد ولو رياء. ويتزوجون من المسيحييات... ينالهم ما ينال النصارى من العذاب المخلد في حفرة ولا يصعدون منها الى الأبد".

مصادر الدعاية الصهيونية :

إتخذت الدعاية الصهيونية المصادر التالية منطلقاً لها وهي :

1- التوراة وما يرتبط بالدعاية اليهودية من معتقدات ومبادىء تقليدية.

2- فلسفة وآراء المفكرين الامبرياليين والعنصريين.

3- الافكار الفلسفية للصهيونية الثقافية.

وسنقوم بشرح مختصر لكل من هذه المصادر لنتبين مدى تأثير الانسان اليهودي والشارع اليهودي والمجتمع اليهودي بهذه الآراء.

1- المصدر الاول: تعد الديانة اليهودية وتعاليم التوراة من المصادر الرئيسية للدعاية اليهودية من أجل التحكم بوعي الجماهير واستغلال الكادحين عن طريق الاصطفائية للتوراة. بحيث تبعدهم عن التفكير بقضاياهم الأساسية وذلك باستغلال بعد الشعارات: الاستقلال الذاتي لليهود، الشعب اليهودي المختار، الحرب المقدسة، اسرائيل التوراتية، إلى آخر ما هناك من الشعارات التي تبرر سياسة العدوان والتوسع والقتل الجماعي للعرب كما حصل في كفر قاسم ودير ياسين وعن باقي الحروب الاسرائيلية.

النص الكامل
http://www.najah.edu/index.php?news_id=5426&page=3171&l=ar